أحدث المواضيع

3/recent/post-list

مثلث برمودا..العلم و المجهول

الكاتب: العلوي حسن
يقع مثلث برمودا في المحيط الأطلسي ، قبالة الساحل الجنوبي الشرقي ، و تمتد الخطوط الجغرافية  لهذا المثلث فتربط بين ميامي و بورتو ريكو و جزبرة برمودا في شمال المحيط الأطلسي، و تتراوح مساحة مثلث برمودا بين مليون و ثلاثمائة ألف كلمتر الى نصف المليون كلمتر ، و قد سمي هذا الموقع بهذا الإسم على يد ( فانسون كاديس ) عام 1964 ، فماهو لغز هذا المثلث ؟ و ما مدى صحة الإدعاءات التي تروج حوله ؟ 
لقد تجلت غرائب هذا الموقع البحري ، في كثرة حوادث الإختفاء التي عرفها ، فكلما دخلت ٱلية مهما كان حجمها أو ثقلها الى الحيز الجغرافي لمثلث برمودا سرعان ما تختفي و تغيب عن رصد الرادارت ، سواء تعلق الأمر بسفينة او طائرة أو غواصة ، الشئ الذي جعل أمر حالات الإختفاء هاته يستأثر بالإهتمام و تثار حوله الجدالات و التأويلات و الأساطير و ذلك منذ 1950,
لقد شهدت القرون الثلاث الماضية إختفاء أزيد من 1000 سفينة و غواصة  في مثلث برمودا ، لكن دون الوصول إلى أسباب مقنعة حول هذه الظواهر ، لغياب دلائل تتجسد عليها الحقائق ، و ايضا لعجز العلم و العلماء عن حل ذلك اللغز الذي ظل مبهما ، رغم ما يشهده العلم من تطور تقني و تكنولوجي ، و من حالات الإختفاء التي عرفها مثلث برمودا ، إختفاء الغواصة ( أطلانطا ) عام 1880 م و على متنها 290 راكب ، ثم السفينة اليابانية ( رايجو كومارو ) التي إختفت عام 1924 م ، لكن أشهر عمليات الإختفاء التي شهدها مثلث برمودا ، هي التي أصطلح عليها ( الرحلة 19 ) حيث إختفت على إثرها ست طائرات حربية أمريكية بعد إختراقها لأجواء مثلث برمودا  وكان على متنها 27 راكبا ، بالإضافة الى طائرة إستطلاع أخرى حاولت تقصي مكان الطائرات المختفية لتختفي بدورها ، مخلفة ردود فعل يطبعها الإستغراب و التساؤل حول ما مصير الطائرة و من الجهة التي تقوم بعمليات الإختطاف هاته .
لقد إختلف تفسير ظواهر الإختفاء هاته ، بين تفسيرات علمية و خيالية و دينية  ،فالعلماء يذهبون بتفسيراتهم الى أن هذه الظواهر ، تأتي نتيجة الظواهر الطبيعية التي تعرفها تلك المنطقة من عواصف و أعاصير و زلازل يصل مداها الى دول بعيدة عن مثلث برمودا ، و التي تخلف تأثيرا مغناطيسيا شاذا ، كما يرى بعض العلماء الٱخرين أن هذه الظاهرة تأتي نتيجة وجود غاز الميثان التي يستقر في قعر البحر ، و الذي من الممكن أن يؤدي ألى غرق السفن ، أو حتى إشعال النار في  الطائرات و هي في الأجواء ، من جهة أخرى يفسر البعض على أن هذه الظواهر هي نتيجة صنع مخلوقات غير مرئية او مخلوقات فضائية ، و قد أثير حول هذا التفسير الكثير من الجدال ، و ألفت حوله المقالات و الكتب ، لعل أبرزها كتاب ( حوار صحفي مع جني مسلم ) لكاتبه محمد عيسى داوود ، هذا الكتاب الذي حاور فيه الكاتب جني حقيقي مسلم  لكن متلبس بإنسان ، و قد أقر فيه الجني الذي يحمل إسم ( مصطفى كنجور ) ، على وجود مملكة إبليس و جنوده  في مثلث برمودا ، وهم المسؤولون عن كل حوادث الإختطاف و الإختفاء التي يعرفها ذلك الموقع ، و يأتي الدين الإسلامي ليتماشى مع طرح الكاتب ، الذي يقر على أن الجن و الشياطين هم المسؤولون على ما يجري داخل مثلث برمودا ، و ذلك بناءا على حديث نبوي شريف ، مفاده أن عرش إبليس على البحر ، و قد إتخذه مكانا لبث فتنه و مركزا لجنوده من الجن و الشياطين و العفاريت ، يأتي الطرح الإسلامي أيضا بقدرة الجن و الشياطين على فعل مثل هذه الأشياء  لقوتهم و بأسهم الشديد ، معززا ذلك بقصة نبي الله سليمان عليه السلام ، الذي سخر له الله تعالى الجن لتدبير ملكه و مدى قدراتهم الخارقة و العجيبة التي و هبهم الله إياها ، فدواعي قيام الجن بهاته الأعمال حسب التفسير الإسلامي ، تأتي كرد فعل دفاعي عن منطقتهم و ممتلكاتهم و خوفهم من إفتضاح أسرارهم من قبل البشر ، كما أن الهدف دائما من حوادث الإختفاء هاته ، محاربة الإنسان و الدليل على ذلك ، العثور على إحدى السفن المختفية و التي تدعى ( ماري سلستي ) و هي مازلت تحمل كل عتادها و مؤنها ، لكن دون وجود طاقمها و ركابها ، الشئ الذي طرح علامات إستفهام عدة .
إن مايرجح إذن الطرح الإسلامي ، و مؤيدي فكرة قيام مخلوقات غير مرئية بهذه الأعمال ،هو الظواهر المصاحبة لكل عملية إختفاء ، كالأضواء الغريبة التي تتاصعد و تنزل ، و تظهر على سطح الماء و تختفي  فجأة  و بشكل ملفت ، ثم حالة البحر التي تثير الانتباه و الإستغراب أيضا ، حيث يكون هائجا و مضطربا عند كل حالة إختفاء ، على عكس الأيام العادية ،فكل مايروج في هذه الأواخر من تفسيرات علمية ، أو إكتشاف أسباب حوادث الإختفاء ، ماهو إلا فرقعات إعلامية و إشاعات لا أساس لها من الصحة .

ليست هناك تعليقات:

يتم التشغيل بواسطة Blogger.