![]() |
صورة لعملة البيتكوين الالكترونية |
إن تطور حاجيات الإنسان ، و سعيه الحثيث وراء البحث عن وسائل أكثر أريحية لمزاولة حياته، جعلته يفكر في طرق لتسهيل علاقته مع الٱخرين، و الإنتقال من طابعه البدائي القديم المعتمد على الزراعة، الى عنصر فاعل مبتكر ،يمتهن مهن أخرى كالتجارة و الحرف، فلمواكبة هذه الإرهاصات كان لزاما عليه إبتكار أدوات و وسائل لتعاملاته التجارية و الإقتصادية،فبعدما كان يعتمد على مقايضة السلع والمنتوجات الزراعية في تعاملاته، تطور به الأمر الى كتابة الصكوك و السندات ،فالعملة الورقية ثم النقود المعدنية من المعدن النفيس ، و قد اطلق عليها اسماء تبعث الأمن و الهيبة و سلطة الدولة المركزية،ليصل الحال بعد ذلك الى ماهو عليه الٱن ،من تطور تجاري و إقتصادي ،تتخلله المبادلات و المعاملات ،سواء في الأسواق المحلية أو البورصات أو دور المضاربة.
لقد أطلق الإنسان اسما مميزا لكل عملة ابتكرها كما سبق و أشرنا، و ذلك حسب الحيز الجغرافي التي يتداول بها فيه،كما تختلف قيمتها أيضا حسب إحتياطي الذهب، أو قوة الإقتصاد المحلي الذي تنتمي إليه،ومن هذه العملات نذكر : ( الدولار ، اليورو ، الجنيه الاسترليني ، الدرهم ...)
لقد إمتزج السعي الإنساني اللامحدود بالتطور الحاصل في مجال التكنولوجيا الالكترونية ،التي إقتصرت في البدأ على الإتصال و التواصل ،لترتقي بعد ذلك لتشمل ميادين أخرى كالبيع و الشراء و التعاملات الإقتصادية الأخرى،في عالم غريب ، و إفتراضي غير مألوف لدى الكثير من الناس،هذا العالم الذي يضم أيضا أسواقا و تجارا و بنيات إقتصادية كالتي توجد في الواقع الملموس.
إن التعاطي الكبير للتجارة الإلكترونية ، و الرواج الذي تشهده منصات البيع و الشراء على الأنترنت، و السهولة التي تتيحها في ضمان أرباح محترمة،جعلت المتعاطين يضعون إطارا منظما لهذه التعاملات ، و حماية البيانات المالية للأفراد الذين يستخدمون بطائقهم الإئتمانية ، فتم إختراع عملات كالتي لدينا في الواقع ( الدولار،الاورو ...) و نذكر منها ( الريبل ،الأيثيريوم ، البيتكوين...) ،لكن أنجحها و أكثرها شهرة و تداولا هو البيتكوين ،فماهو البيتكوين ؟ وما قيمته السوقية ؟ و كيف يمكن الحصول عليه و إستعماله ؟
يعتبر البيتكوين عملة رقمية إفتراضية ، لا وجود فيزيائي لها ، فهي تروج في العالم الإفتراضي ، و لا وجود ملموس لها ،كالعملات الأخرى التي نراها و نضعها في جيوبنا في عالمنا الواقعي، و التي تكون على شكل أوراق او قطع معدنية، أما الجهة التي أصدرت هذه العملة فتبقى مجهولة حتى الٱن،إذ ينسب البعض إصدار هذه العملة الى ( ساتوشي ناكاموتو ) ، و الذي دار الجدال حول من يكون،فالبعض يقول أنه شخصية و البعض يقول هو مجموعة من الأشخاص ،لقد بذلت الكثير من الجهود لمعرفة مؤسس هذه العملة لكن كل مايروج فهو مجرد روايات لا أساس لها من الصحة.
لقد كان أول تعامل بالتكوين عام 2009 م ،حيث شهدت منذ ذلك الحين رواجا كبيرا لدى متعاطيها ، و قيمة عالية في سعرها الذي وصل عام 2018 الى 17000 دولار أمريكي،كما يعد البيتكوين عملة غير ثابتة السعر ، إذ تتغير قيمتها بسرعة كبيرة بين صعود و هبوط.
يتم الحصول على البيتكوين عن طريق الشراء من مواقع مختصة ،و تسمى تلك العملية ب ( فتح محفظة بيتكوين ) و هي بمثابة فتح حساب ، ليتم بعد ذلك دخول سوق البيتكوين و إستعماله و التعامل به ، سواء بإدخاره أو التداول به في السوق الالكتروني الإفتراضي، عن طريق عمليات البيع و الشراء ، او صرفه مقابل العملات الأخرى.
إن الإنتعاش التجاري الرقمي أيضا، أدى الى ظهور طبقة غنية كالتي لدينا في الواقع، من تجار و إقتصاديبن ...،يملكون هائلة من عملة البتكوين ، و يتنوعون بين اشخاص معنويبن و ماديين.
هكذا نستخلص أن البتكوين فتح أفاقا واسعة أمام الراغبين، في ممارسة التجارة و الإغتناء بأسهل الطرق،فعالم البتكوين يغري كثيرا سيما أمام عدم و جود ضوابط أو شروط تفرض الدخول إليه،هذا العامل الذي يجعل عالم البتكوين أكثر عرضة لأعمال الغش و التزوير و الإحتيال،فيجب التأني إذن و دراسة هذا العالم قبل ولوج عوالمه الخفية الغريبة،فالمهتمون يصفون عالم البتكوين رغم كل مايحققه، بأنه مجرد فقاعة ستنفجر ذات يوم.
ليست هناك تعليقات: