الكاتب: يوسف محسن
إننا عشنا حوالي أربعة أشهر من الرعب و الهلع و الخوف و الأرقام الكبيرة من الوفيات؛ و الخسائر
الإقتصادية المهولة، فتحول العالم من حركية و ضجيج إلى ركون و سكون شبه تام...
لكن توقعات ما بعد كورونا تكاد تكون الأخطر، حيث هنا توقعات من الخبراء الاقتصاديين و السياسيين أن هناك العديد من معالم العالم السياسية والاقتصادية ستنقلب رأس على عقب و الأن دعنا من العالم و تغيراته و لندرس بعض المشاكل التي من المرتقب أن تواجه المغرب ما بعد هذه الجائحة.
إن المغرب قام بمجهودات جبارة خلال هذه الفترة الحرجة التي يمر منا العالم، ونهج بذلك "سياسة الرأسمال البشري" حيث سارع وبادر باتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة مستفيدا بذلك من الأخطاء التي وقعت بها بعض الدول إيطاليا و
الصين.....
وكانت التدابير المتخذة ناجحة إلى حد ما، حيث ساهم ذلك في التقليل من حدة الإنتشار للهم بعض الانفلاتات الخارجة عن السيطرة.
وفي هذه الآونة الأخيرة بدأ العالم يتعافى تدريجيا، و بناء على هذا التراجع، عمل المغرب على تخفيف إجراءات الحجر الصحي مع وجود حالة الطوارئ تحسبا لأي مشكل فجائي مرتبط بهذه الوباء.
و مع تراجع هذا الوباء و تخلص منه بشكل تدريجي،ستظهر آثاره الوخيمة على جميع المجالات الإقتصادية و الإجتماعية...
إقتصاديا من المتوقع أن يعرف المغرب،ارتفاع نسبة الديون الخارجية و التي تقدر بحوالي 65٪ حاليا، و من المتوقع أيضا أن ترتفع نسبة البطالة جراء تسريح مجموعة من الشركات والمؤسسات الخدماتية عمالها و تقليص نشاطاتها الاقتصادية،
وكذلك على مستوى القطاع السياحي من المتوقع أن تخسر السياحة المغربية حوالي 5 مليون سائح في الأعوام المقبلة...
و كنتيجة لما سبق فالمغرب سيعمل على تعويض و جبر الضرر التي سببه هذا الوباء، إما عن طريق ديون خارجية جديدة، وإما عن طريق فرض ضرائب جديدة أو بيع بعض القطاعات-الخوصصة- و غالب هذا البيع يتم لشركات أجنبية مما سيكرس التبعية الإقتصادية أكثر فأكثر.....
و كذلك تبعية الدرهم MAD الى كل من الدولار الأمريكي و اليورو, سيخلق زعزعة إقتصادية كبيرة بالاعتبار المشاكل والأوضاع الحالية لكل من الإتحاد الأوروبي وأمريكا......
إننا اليوم أمام مشكل كبير لدرجة شموله العالم بأسره، إلا أن هناك مجموعة من الحلول والإجراءات التي من شأنها أن تساهم في الخروج من هذه الأزمة بشكل تدريجي،ولعل أبرزها، نشر ثقافة الاستثمار وتشجيع المشاريع و دعمها بآليات و تقنيات متطورة مع إعطائها الإمتيازات ضريبية لمدة من الزمن....و أيضا إنشاء عملات محلية ليبقى الإقتصاد الداخلي مستقرا
كما أننا أيضا أما تحدي أخر يعود للأذهان باستمرار و هو المجال الصحي باعتباره النشاط الوحيد الذي زادت حيويته خلال هذه الجائحة.
و ختاما تعتبر هذه الأزمة إختبارا للبشرية جمعاء، نجح فيه من نجح و فشل فين من فشل، و أيضا تذكيرا لنا أنه مهما تطور العالم أن هناك قوة أكبر، و هي قوة و إرادة الخالق.
شكرا لكم وشكرا لكل الظروف التي تكسبنا التجارب.
ليست هناك تعليقات: